لحظات الانتظار املأها بالاستغفار

قوائم الموقع

حكم ضرب الجان المتلبس بالمريض

13 يوليو، 2016 6169 عدد الزوار

كثر في الآونة الأخيرة إنكار كثير من الناس بل وبعض أهل العلم مسألة جواز ضرب المريض المصاب بالمس الشيطاني وانكار أنه سبب مشروع وذلك بسبب ماوقع من آحاد ممن يعالجون من هذه الأمراض سواء كانوا معالجين حقيقيين من أهل السنة أو كانوا دجالين وبالطبع أُخذ الأمر برمته وخرجت الأقوال منكرة هذا الأسلوب من العلاج فأقول وبالله التوفيق أن مرجعنا دائما وتحاكمنا لابد أن يكون بالكتاب والسنة فإن ثبت بدليل صحيح فعلنا وأفتينا وبيّنا وإن لم يثبت نظرنا في جدوى هذه الطريقة وفائدتها …. لماذا؟ لأنه باب طب وكما أن القائل والمنكر ينكر الضرب للأذي الذي يقع على المريض لابد أن ينكر الأذى الذي يقع على من تفتح بطنه أو رأسه في العمليات الجراحية ولكننا وللأسف الشديد مازلنا نصدق الكفرة ونضعهم في مكانة أعلى منا ولازلنا نأخذ علومهم وأبحاثهم كما كتبوها وعلموها سواء كانت صحيحة أو خاطئة (كم من الحالات التي خضعت لعمليات جراحية وكانت الإصابة بسبب عين وحسد وشفيت بالقرآن بعد تقطيع للأعضاء وعمليات جراحية) فأين من يحاسب أولئك وقد نقلت مايحدث دولياً من أخطاء طبية ففي عام من الأعوام كان عدد الوفيات في الولايات المتحدة 98000 ثمانية وتسعين ألفاً نتيجة أخطاء طبية فإذا كان أهل الطب هذه وفياتهم فكيف تكون النتائج عند طلابهم وأعود لأقول أن العلاج بالرقية أو بالأصح علاج الأرواح هو من أبواب الطب حتى في كتب الفقه هو في أبواب الطب.

ما معنى الضرب؟

يختلف الناس عند سماعهم لهذه الكلمة فمنهم من يظن أنه ضرب قاتل ومنهم من يتبادر إلى ذهنه أنه ضرب تأديبي خفيف منهم من يظن أنه ضرب بعصا صغيرة ومنهم من يفكر أنه ضرب بعصا غليظة أو حديدة ونحوها لذا بعضهم يظن أن المعالج لايقرؤ القرآن بل يضرب فلانا وفلان وبعضهم يرى منظرًا لحالة تضرب فينقل الصورة مكبرة ومشوهة مثل ما يحدث أيضًا في المستشفيات تجد أن بعض الناس يقول لاتذهب للمستشفى الفلاني لأنهم جزارين مايدخل عندهم أحد إلا يقطعوه وهذا الكلام غير مقبول

للأسف الشديد !

أن من أنكروا هذا الأمر لاعلم لهم بأحوال المرضى وأمراض الجن ولم يخوضوا تجربة العلاج ليعلموا جدوى وشرعية هذا الأمر وقد يكون بعضهم عالج لسنة أو أقل أو عالج بعض الحالات الغير مستعصية أو يقرأ فقط من باب الأخذ بالأسباب أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فلا أظن أحداً يستطيع أن يطعن في توحيده وعلمه وخاصة في هذا الباب الذي خاضه فقد كان من المعالجين الكبار في هذا الباب وكان من علاجه ربما أرسل من يخاطب الروح المتلبسة يقول لها يأمرك الشيخ أن تخرجي وربما كانت الروح ماردة فيضربها حتى تخرج وهنا أعلق:

[هل يجهل ابن تيمية أن فعله هذا وضربه ظلم وهو من هو؟ لا والله بل ثبت أنه ربما ضرب المريض أكثر من ثلاثمائة ضربة وأريدك أن تتخيل نفسك وأنت تضرب أحدًا بمثل هذا العدد كيف تكون قوة الضربات وأقرّب لك لتفهم: (يقول من حضره حتى يكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل، بحيث لو كان على الإنسي لقتله) وهذه ليست مرة واحدة أو حادثة واحدة بل كما قال: (كما قد فعلنا نحن هذا وجربنا مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين) ]

مرات كثيرة يطول وصفها وبحضرة خلق كثيرين ولم نقرأ من أنكر على شيخ الإسلام فعله حتى ابن القيم وابن نفلح وغيرهم بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية هو عمدة المعالجين في هذا الباب وانظر في كل كتب العلاج لتعلم من شيخ الإسلام ابن تيمية بل إني لاأريد الإطالة لأنقل مقالة وموضوع أخي أبو البراء ياسين المعاني في هذا الموضوع الذي فصل فيه.

قريبًا سترى هذا النوع من العلاج

كم هو مؤسف أنك تجد من يحاربك من بني جلدتك ويسفهك وينتقصك ولايرى أنك تفقه أو تفهم في أمور العلاج ومنها أمر الحاجة بعض الأوقات إلى ضرب الجان المتلبس في الجسد ولكن في أماكن محددة وبطريقة سليمة وكم هو مؤسف أنك تجد غدًا أو بعد غد خبراً كهذا الخبر يصدقه الناس لأنه من كلام أطباء وعلماء كفار لو دخلوا جحر ضب لتبعناهم وإليك الخبر وأنت الحكم.

ضرب المؤخرة بعصا خيزران .. يشفي من الإكتئاب وإدمان الخمور !!؟

دبي – العربية . نت

يعتبر ضرب المؤخرة ( المقعدة ) بعصا خيزران أفضل طريقة لمعالجة مشاكل نفسية وجسدية كثيرة من بينها الاكتئاب والإدمان على المشروبات الكحولية، وذلك حسبما أعلن علماء روس مؤخراً من خلال أبحاث علمية مكثفة . وأوضح العلماء التابعون لمعهد نوفوسيبريسك الطبي أن “ضرب المقعدة بعصا خيزران يؤدي إلى إطلاق المركبات الاندروفينية التي هي عبارة عن مواد كيماوية طبيعية تثير الشعور بالرضى والسعادة والحيوية، كما أنها تساهم في زيادة مستويات الهرمونات الجنسية وإلى تعزيز استجابة الجهاز المناعي.

وبحسب صحيفة ” الرأي العام ” الكويتية التي أوردت الخبر، فقد قال الباحثون الروس إن استثارة المركبات الاندروفينية بتلك الطريقة تساهم أيضا في تخفيف الإحتياج إلى المواد المخدرة، إلا أنها لا تؤدي في الوقت ذاته إلى الإدمان وهو ما يعني أنها تلعب دوراً مهما في معالجة الإدمان والإكتئاب ..وأشار الدكتور سيرغيه سبيرانسكي إلى أن المريض الذي يعاني من مشكلة الإكتئاب أو الإدمان يحتاج إلى برنامج علاجي يتألف من 30 جلسة كحد أدنى و60 جلسة كحد أقصى، وهي الجلسات التي يتم خلالها ضربه 50 مرة بعصا خيزران على مؤخرته شريطة ألا يكون الضرب مبرحاً ..


فغدًا القريب ستسمع عن عيادات للضرب يضربوك حتى تشعر بالسعادة ولاتستغرب فقد طبّق ماهو أكبر وأشد من الضرب ألا وهو الصعق الكهربائي في المستشفيات بجميع درجاته والذي لايعلم لابد أن يعلم أنه في بعض الحالات يوقع ولي أمر المريض بإخلاء مسؤلية المستشفى عن الضرر الناتج من تلف خلايا المخ أو الشلل او حتى الموت وهذا الموضوع سيوضح في مكانه.

ليس المعنى من الضرب أن نضرب المرضى ولكن قد يحتاج الراقي لذلك لأمور:

أولاً: أن يضرب المريض دفاعًا عن نفسه إذا هجم عليه. فالمصاب بالمس في حكم الشرع كالمجنون والمجنون إذا هاج في المصحات النفسية يُضرَب ويُصعَق بالكهرباء وهجمات هؤلاء خطرة. وقد يقول قائل من الرقاة: الأمر لا يحتاج؛ لأن الراقي يستطيع التصرّف، وأظن مثل هذا لم ترِد عليه حالات شديدة. أحد الرقاة يرقي مريضًا فإذا بالمريض يفتح فمه وينفث عليه لهبًا ونارًا، وآخر طالب علم يقرأ على مريضة فينطق الجان على لسانها ويفتح فمها قائلاً خذ خاتمك ياشيخ يخرج خاتم الشيخ من فمها وهو يقرأ فينظر الشيخ في إصبعه بدون خاتم وهذا ليس خيالاً ولكن حقائق تقع لبعض المعالجين.

ثانيًا: قد يفعله المعالج من باب التهديد. ومعلوم حتى عند الجان أنهم يخافون من الراقي الذي يضرب بل إنَّ بعضهم يخرج من المريض قبل القراءة خوفًا من الضرب.

ثالثًا: قد يحتاجه المعالج في بعض الحالات النفسية. وأوضح أننا نفعل ذلك بعض الأوقات سواء ضربنا أم لم نضرب، يأتي مريض مرضًا نفسيًّا ويصرّ على أنَّ به مس من الشيطان ويوضِّح أنه يتعاطى الحبوب النفسية لعشر سنوات مثلاً، وأنه ذهب إلى القراء سنوات ولم يتغير شيء. فبعد التأكد لابد أن يكون للحيلة دور في العلاج بل لأكثر من ذلك، فمثل هذا إذا ضربته في قدميه ضربتين أو نحوها قوية وقلت له أخرجي منه قد يقول سأخرج منه وهو المتكلم قالها من شدة الألم فإذا قام وقلت له هل خرج الذي بك أم نزيد فغالبًا يقول: والله شعرت بشيء خرج وقد يكون تهيؤًا منه فتقول له: إذًا رجع إليك لابد أن يضرب هكذا فغالبًا لن يشتكي وقد حدث معنا مثل هذا.

رابعًا: الضرب لمن يمثِّل على أهله وعلى المعالج؛ ليوهم أهله بأنه مريض ويصنع الحركات.

ومثاله: فتاة جاءت مع أبيها وقد أظهرَت أنها مريضة وأنها ليست مهيأة للزواج بعد وخاصة بعد أن خطبها أحد أقاربها وهي تريد الفكاك منه ولجأت لهذه الطريقة فبعد القراءة لم يظهر عليها شيء. فقلت لها أمام والدها إما أن تتكلمي بصراحة إن كنت تخبئين شيء أو ألجأُ إلى الطريقة الأخرى من العلاج؛ لأن الجن قد يكمن في الجسد ولا يخرج إلا بالضرب الشديد. فما أن رأت العصا. أخبرتنا بكامل القصة وأنها فعلت كل هذا لتتخلص من هذا الخاطب وأن حيلتها إنطلت على كثير من الرقاة الذين لا يضربون؛ لأنها تصنع حركات المسحورين أمامهم.

خامسًا: كم من الحالات المستعصية والتي قد قرئ عليها عند كثير من الشيوخ ولم تتغير وكان علاجها بالضرب (مثل ما ذكر ابن تيمية) مجنون جاء به إخوانه تسع سنوات في معاناة. خمس سنوات مع الأطباء النفسيين وأدويتهم، وأربع سنوات عند الرقاة والمشعوذين جاؤوا به مسلسل بالحديد تراه مجنونًا مجنونًا. قرأنا عليه لم يتغير شيء أخبرتهم أنه لابد من أشرطة الرقية قالوا: أربع سنوات عند الشيوخ وأشرطة الرقية في غرفته يسمعها 24 ساعة.. قرأت عليه مرة أخرى ولم يتغير شيء، إنسان ذاهب عقله لا يتكلم إلا همهمة لا يدرك ما حوله كثير التلفُّت والحركة استأذنت إخوانه في ضربه فوافقوا بشدة. بدأت وأنا أتلوا القرآن أضربه وأسأله في كل ضربة ولا يزيد عن الصراخ وبعد خمس دقائق أو عشرة دقائق وأنا أسأله من أنت؟ وفجأة صرخ أنا فلان بن فلان باسمه سألته عن عمره: فأجاب: 23 عام سألته عن أسماء إخوانه ثم أمه ثم أخواته وعددهم وجيرانه ودراسته وأمور كثيرة. أسأله بسرعة وهو يجيب بسرعة وبصوت واضح عندها توقفت وأنا أنظر إلى إخوانه وقد أصيبوا بالدهشة تسع سنوات لا يتكلم ولا يعرف شيئًا فبادروني ما هذا ياشيخ قلت لهم: الحمدلله عقله وذاكرته وكل شيء بخير وليس بمجنون، قام بعدها وذهب وأعطيتهم برنامج علاجي ورجعوا بعد أسبوع بشخص آخر ممشط الشعر، لباسه نظيف بدون سلاسل ولا قيود صلى معنا العصر ذهبت عنه تلك الحركات السريعة والالتفاتات. سألت إخوانه قالوا: والله تحسن %85 قالوا: لا يبادرنا بالكلام ولكن إن سألناه أجاب على السؤال، يصلي معنا، أصبح هادئًا ساكنًا، ترك الحبوب النفسية، وبعدها ذهب ولم يرجع مرة أخرى أسأل الله أن يكون قد شفي… ومثل هذا رأيناه حتى في بلاد العجم: طفلة 12 عام تصرخ ليل نهار عولجت عند الأطباء وعند سحرة وفي الكنيسة عند قساوسة، وقرأنا عليها وكنَّا على عجلة من أمرنا فبمجرد بعض الضربات بعصا صغيرة في قدميها وهي مستمرة في الصراخ المعتاد (لا ينقطِع صراخها بدون مبالغة) وفجأة تسكت وتئن ثم تخلد للنوم… نسأل عنها بعد ذلك فإذا هي بخير.

نحن ننصح إخواننا الرقاة بعدم الضرب ولكن عندما تسمع عن معالج معروف له في العلاج عشر سنوات أو عشرين سنة وقد استفاد كثير من الناس من علاجه وشهدوا له بخبرته فحينها نقول لاتتكلم في أمثال هؤلاء.

للضرب قواعد إن كان ولابد منه وله درجاته فقد يكون الضرب بإصبع الراقي برفق وقد يكون بيده ضرباً متوسطاً وقد يكون قوياً في حالات كل ذلك يقدره الراقي الذ ي يعلم لماذا يضرب ومتى يضرب ومن يضرب … باختصار

أنواع الضرب الذي يستخدمه الرقاة والتوجيه في استخدامه إن دعت الحاجة

1- من الضرب ما يكون بإصبع المعالج يضرب على جبين المريض ضربًا خفيفًا مع القراءة ويكون شديدًا على الجان حتى أنه يصرخ.

2- من الضرب ما يكون بكفّ المعالج وقد يكون على الظهر أو الأكتاف أو الصدر وتتفاوت قوة الضربة حسب المريض ومرضه.

3- لابد أن يسأل المعالج المريض قبل أن يفعل شيئًا معه لابد أن يسأله هل يشكو من شيء في جسمه (عملية في بطنه، في صدره أو رجله مكسورة أو أكتافه ونحو ذلك) ؛ لأن بعضهم قد يضرب على صدر المريض ويكون المريض يعاني من مرض القلب مثلاً فلا بد أن يراعى هذه الأمور.

4- بعضهم يستخدم العصا وهي أنواع: (العصا الغليظة “العكاز” ) – الخيزران – المسطرة) والخيزران أسلمها وآلمها.

5- بعضهم يستخدم المطاط أو البلاستيك (خراطيش الماء “الّلي” – لي الماء – لي الغاز – مصنوعات البلاستيك) وهذه أخف ضررًا من العصا.

6- الإنصاف مطلوب فكم يدخل على الراقي من المرضى وكم من المرضى يناله الضرب= 1 – 3% ، وأما أداة الضرب غالبًا هي للحماية من أذى الشياطين على المعالج.

7- بعضهم يضرب المريض أو يصارع المريض (ملاكمة – مصارعة) وهذا لا يقع غالبًا إلا عند هجوم المريض على المعالج ومثل هذا يقع في المستشفيات حتى على الأطباء عندما يثور عليهم أحد المرضى النفسيين بل وقع من ابن على أبيه في المستشفى وتدخَّل لحل الأزمة طبيب ورجل أمن ليصبح المنظر مقطعًا من فلم كراتيه (فلا يليق بأن يستهزئ أحد لما قد يحدث مع المرضى) وأنصح بمراعاة وتوخي الحرص إن وقع مثل هذا أن لا يوقع الضرر بالمريض، وأن يأخذ الحيطة لنفسه قبل أن يقع ما ليس في الحسبان.

8- بعضهم يضرب المريض أو يوخز المريض بأداة حادة بطرف سكين يطعن بها في قدميه بخفة لتلامس الجلد فقط ليتأذى العارض وهذا لا ينبغي للأحاديث الواردة وهذا يختلف عن حال الحجامة ولا مقارنة.

هذا ما كتبه أخونا أبو البراء (ياسين المعاني) في هذا الشأن

حكم استخدام الضرب في علاج الاقتران الشيطاني !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

إن السؤال الذي يتوقف عنده كثير من الناس هو مشروعية استخدام الضرب لصرعى الأرواح الخبيثة (الاقتران الشيطاني).

وللإجابة على هذا السؤال لابد من مراجعة النصوص النقلية الصريحة من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كي نحكم على الأمر برمته، ونرى هل الشريعة السمحة تجيز مثل هذا الأمر أم لا. وقبل الإجابة على هذا التساؤل لابد للمعالِج من استنفاذ كافة السبل والوسائل في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإقامة الحجة بالدليل والبرهان على تلك الأرواح، ومن انتهى منها فلله الحمد والمنة، ومن أبى فهو الظالم لنفسه ولغيره، وبذلك يستحق استخدام كافة السبل والوسائل المؤدية لتعذيبه وحرقه وطرده من جسد المريض، ويتراوح أسلوب التعامل بين اللين والشدة، فتارة يذكرهم المعالج بالله سبحانه وتعالى، والجنة والنار وعذاب الله وسخطه، وتارة أخرى يشدد عليهم بالتهديد واللعن والوعيد، وتارة بالانتهار والتوبيخ والزجر والتهديد والضرب ونحوه، وفي هذه الحالة يكون المعالِج قد أعذر هؤلاء الظلمة أمام الله سبحانه وتعالى، ولن يستطيعوا النفاذ إليه أو إلى أهل بيته بالإيذاء سبب ظلمهم واعتدائهم بغير حق، وتحت هذا العنوان أستعرض أقوال أهل العلم في ذلك:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : [لكن ينصر بالعدل كما أمر الله ورسوله…، ويجوز في ذلك ما يجوز مثله في حق الإنسي، مثل أن يحتاج إلى انتهار الجني وتهديده ولعنه وسبه] [مجموع الفتاوى: 19/ 50] وقال أيضًا: [ولهذا قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب فيضرب ضربا كثيرا جدا ، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ، ولا يؤثر في بدنه ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل ، بحيث لو كان على الإنسي لقتله ، وإنما هو على الجني والجني يصيح ويصرخ ، ويحدث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا وجربنا مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين] [مجموع الفتاوى: 19/ 60]. وقال أيضًا: [وإذا ضرب بدن الإنسي؛ فإن الجني يتألم بالضرب ويصيح ويصرخ ويخرج منه ألم الضرب، كما قد جرب الناس من ذلك ما لا يحصى، ونحن قد فعلنا من ذلك ما يطول وصفه] [مجموع الفتاوى: 10/ 349] وقال: [فإنه يصرع الرجل؛ فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثَّر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب، ولا بالكلام الذي يقوله] [مجموع الفتاوى: 24/ 277].

قال ابن مفلح – رحمه الله – : [كان شيخنا – يعني شيخ الإسلام ابن تيمية – إذا أتي بالمصروع وعظ من صرعه وأمره ونهاه ، فإذا انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد أن لا يعود ، وإن لم يأتمر ولم ينته ولم يفارق ؛ ضربه حتى يفارقه] [الفروع: 1/ 607].

قلت: وكلام شيخ الإسلام – رحمه الله- واضح الدلالة والمعنى، ومفاده ومعناه أنه كان ينتهر ويتوعد وقد يضرب الجني حتى يمتثل لأمر الله سبحانه وتعالى ويخرج من بدن الإنسي، رفعا للظلم والمعاناة عن المصروع، وهذا الكلام لا يعني مطلقا التسبب بأي إيذاء بدني أو نفسي للمرضى، ولا بد من مراعاة ذلك من قبل المتمرسين الحاذقين ومعرفة الكيفية والمكان والزمان لكل لذلك، دون التوسع بحيث تصبح الرقية الشرعية وطرقها وأساليبها مثار قذف وتشهير ممن لا خلاق لهم قال الشبلي: [قال القاضي أبو الحسن بن القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي: سمعت أحمد بن عبيد الله قال: سمعت أبا الحسن علي بن علي بن أحمد بن علي العكبري قدم علينا من عكبرا في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة قال: حدثني أبي عن جدي قال: كنت في مسجد أبي عبدالله أحمد ابن حنبل فأنفذ إليه المتوكل صاحبا له يعلمه أن له جارية بها صرع وسأله أن يدعو الله لها بالعافية، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له وقال له: امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس هذه الجارية وتقول له – يعني للجني – قال لك أحمد: أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين ، فمضى إليه وقال له مثل ما قال الإمام أحمد ، فقال له المارد على لسان الجارية: السمع والطاعة لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به 00 وخرج من الجارية 0 وهدأت ورزقت أولادا ، فلما مات أحمد عاودها المارد فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروزي وعرفه الحال 0 فأخذ المروزي النعل ومضى إلى الجارية فكلمه العفريت على لسانها : لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك ، أحمد بن حنبل أطاع الله فأمرنا بطاعته] [أحكام الجان – نقلا عن طبقات أصحاب الإمام أحمد – ص 152].

وقال – رحمه الله – : [قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنهم إلى الضرب ، فيضرب ضربا كثيرا وقد ورد له أصل في الشرع، وهو ما رواه أحمد وأبو داوود، وأبو القاسم الطبراني من حديث أم أبان بنت الوازع بن عامر العبدي، عن أبيها: أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن له مجنون ، أو ابن أخت له – فقال: يا رسول الله إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي – مجنونا أتيتك به لتدعو الله تعالى له؟ قال: ائتني به. قال: فانطلقت به إليه وهو في الركاب، فأطلقت عنه، وألقيت عنه ثياب السفر، وألبسته ثوبين حسنين ، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ادنه مني واجعل ظهره مما يليني. قال: فأخذ بمجامع ثوبه من اعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض ابطيه، ويقول: أخرج يا عدو الله، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظر الأول 0 ثم اقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له ، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه)  [قال الهيثمي: رواه الطبراني وأم أبان لم يرو عنها مطر- مجمع الزوائد-  9/ 3 وقال الحافظ عن أم أبان: مقبولة – تقريب التهذيب – 2/ 619، والحديث ورد في الطبراني عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق] وهذا الحديث فيه ضرب الجني وإن لم تدع الحاجة إلى الضرب فلا ضرب. فقد روى ابن عساكر في الثاني من كتاب : [الأربعين الطوال] حديث أسامة بن زيد- رضي الله عنه- قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حج فيها فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة تحمل صبيا لها فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسير على راحلته ثم قالت: يا رسول الله هذا ابني فلان والذي بعثك بالحق ما أبقى من خفق واحد من لدن أني ولدته إلى ساعته هذه، فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحلة فوقف ثم أكسع إليها فبسط إليها يده وقال: هاته فوضعته على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه إليه فجعله بينه وبين واسطة الرحل، ثم تفل في فيه وقال: اخرج يا عدو الله فإني رسول الله. ثم ناولها إياه، فقال: خذيه فلن تري منه شيئًا تكرهينه بعد هذا إن شاء الله. الحديث. فحاصل ذلك أنه متى حصل المقصود بالأهون لا يصار إلى ما فوقه ومتى احتيج إلى الضرب وما هو أشد منه صير إليه] [أحكام الجان: ص152].

سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن جواز الضرب والخنق والتحدث مع الجن لمن يعالج المرضى بقراءة القرآن؟

فأجاب: [هذا قد وقع شيء منه من بعض العلماء السابقين مثل شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله تعالى– فقد كان يخاطب الجني ويخنقه ويضربه حتى يخرج وأما المبالغة في هذه الأمور مما نسمعه عن بعض القراء فلا وجه لها] [الدعوة- العدد 1456- فتاوى العلاج بالقرآن والسنة- ص69].

وقال – رحمه الله – عندما سئل عن حكم استعمال الخنق والضرب لمن يعتقد أن فيه جنًا؟

[هذا يفعله بعض الناس، والذي ينبغي تركه، لأنه قد يتعدى عليه ويضره على غير بصيرة، ولقد ورد عن بعض الأئمة فعل ذلك مثل الضرب، وهذا يحتاج إلى نظر فإن الضرب أو الخنق قد يترتب عليه هلاك المريض، والمشروع والمعروف هو القراءة فقط بالآيات والدعوات الطيبة وهذا هو الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، ولا نعرف منهم أنهم كانوا يضربون. أما فعل بعض العلماء فليس بحجة؛ لأن هذا فيه نظر، فقد يأتي إنسان يدعي الرقية والطب ويؤذي الناس بالضرب والخنق وربما قتله وهو يريد نفعه ، فالواجب عدم فعل ذلك وعدم التعرض لهذا الخطر العظيم، ولو كان خيرًا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم وبينه الصحابة – رضي الله عنهم – ثم هذا في الغالب تخرصات، فقد تفضي إلى هلاك المريض] [مجلة البحوث – العدد 1543 – بتاريخ 13/1/1417 هـ]. قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين: [يجب الحذر كل الحذر من مسألة الضرب فهي مسألة خطيرة يترتب عليها آثار خطيرة خصوصا إذا لجأ إليها من لا يعرف استخدام الضرب. فقد يضرب المصروع على أن به جن وما به جن فيقع الضرب على بدن الآدمي وينتج عن ذلك أمور خطيرة. وقد يضرب المريض في أماكن خطيرة، إلى غير ذلك من المحاذير، وقد بالغ بعض القراء في مسألة الضرب وبعضهم يستخدم الصعق الكهربائي وهذا خطأ. والحاصل أن مسألة الضرب تحتاج إلى مقياس ومعرفة بحيث يعرف متى يضرب وأين يضرب ومقدار الضرب وهل هو محتاج إليه؟ إلى غير ذلك من القيود والضوابط] [فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين: ص133]. قال الأستاذ وائل آل درويش: [والحاصل أنه يؤمر- يعني الجني الصارع-  بالمعروف وينهى عن المنكر فتبدأ معه بالترغيب والترهيب والنصح والإرشاد والعلم والتعريف ثم الزجر ثم قد يصل الأمر إلى الضرب والعقاب ثم الحرق بآيات الكتاب، إلا أنه ينبغي أن يتفطن المعالِج فلا يستخدم الضرب إلا عن بصيرة وقلب حاضر ونظر ثاقب، إذ من الجن من يفر ويهرب، وقد يترك الجسم ويخرج عند نزول الضرب عليه، فيقع الضرب على المريض فيشعر به، وهذا واقع مشاهد] [منة الرحمن في العلاج بالقرآن: ص 44، 45]. يقول الدكتور محمد بن عبدالله الصغير استشاري الطب النفسي: [والحاصل أن ضرب المريض لا ينبغي وذلك لعدة أمور
1-لم يثبت بذلك شيء من الكتاب والسنة.

2- إذا لم ينتفع المريض بالرقية الشرعية ، وهي أقوى شيء على الشياطين إذا صدرت من قلب مؤمن ونية صادقة ، فمن باب أولى أن لا ينتفع بالضرب مهما كان قوياً

3- لا أحد يستطيع أن يجزم جزماً قاطعاً أن الضرب لا يقع على جسد هذا المريض وإنما يقع على الجان ، وليس في ذلك إلا غلبة الظن التي كثيراً ما تخطئ ويقع ضحيتها أناس مرضى مساكين.

4- إن حادثة واحدة وقعت لشيخ الإسلام – رحمه الله – ، لا ينبغي أن تجعل شرعاً وسنة يؤدي على ضوئها عدد غفير من المرضى المساكين.

5- إذا لم يُجد مع المريض الرقية الشرعية وحدها ، واحتاج الراقي أن يضم إليها شيئاً من أنواع
العلاجات فالأولى والأحكم أن يطلب أن يضم إليها شيئاً من العلاجات الطبية الحديثة التي جُربت ونفعت بإذن الله.

6- ثبت بالتجربة والمشاهدة أن كثيراً من المرضى الذين ليس فيهم جن إذا ضربوا ضرباً مبرحاً خاصة إذا كانوا مربوطين ولا يستطيعون التخلص فإذا الواحد منهم سرعان ما يقول بلسان نفسه إنه جني ويعاهد على الخروج من أي مكان يريد القارئ، وهدفه أن يتخلص من الضرب الشديد الذي صار أشد عليه من أن يقال له مجنون.

7- [هناك أمراض نفسية عصبية – أنواع من الهستيريا التحولية – يحصل فيها فقد تام أو شبه تام للإحساس بالألم والحرارة وسائر أنواع الإحساس، بحيث قد لا يحس المريض حتى بأشد أنواع الضرب] [توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – باختصار – ص 44].

قلت: هذا الكلام الموجز للدكتور الفاضل محمد الصغير استشاري الطب النفسي وكأنما يلغي الأمر من أساسه أعني استخدام أسلوب الضرب- ، بمعنى أن الدكتور لا يرى مطلقاً استخدام هذا الأسلوب في العلاج والتداوي مع مرضى صرع الأرواح الخبيثة، واعتقادي الجازم بأن الدكتور قد حكم بهذا الحكم في استخدام هذا الأسلوب بناء على المآسي التي نراها ونسمعها على الساحة اليوم من أخطاء لبعض المعالجين بلغت حدًا يفوق الوصف والتصور، بل قد أدى في بعض حالاته إلى الوفاة، وقد يُعذَر الدكتور الفاضل من هذا الجانب، ولكنني أقول بأن هذا العلم له قواعد ومرتكزات رئيسة، وقد أشرت في ثنايا هذا البحث على الكيفية الصحيحة التي لا بد أن يسلكها المعالجين في التعاطي مع المرضى في كافة المراحل المختلفة، وكون أن تقع أخطاء فاحشة من قبل بعض المعالجين الجهلة، فهذا لا يعني مطلقاً أن نلغي وبشكل عام بعض الاستخدامات الحسية النافعة بعد أن تضبط ضبطاً محكماً من قبل المعالِج الحاذق المتمرس الذي يعلم أين وكيف ومتى يستخدم هذا الأسلوب دون إيقاع أي ضرر بالمريض ، مع مراعاة المسؤولية الطبية في كافة مراحل العلاج. وكافة النقاط التي أشار إليها الدكتور الفاضل يمكن الرد عليها وإعطاء وجهة نظر مغايرة لما ذكر:

1)- أما قوله – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – بأن ذلك لم يثبت في الكتاب والسنة، فقد بينت بعض الأحاديث حصول ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت من حديث أم أبان بنت الوازع حيث ورد الآتي: (فقال الرسول أدنه مني، اجعل ظهره مما يليني) قال بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه) وكما ثبت من حديث عثمان بن العاص حيث ورد الآتي: (قال: (ذاك الشيطان أدنه) فدنوت منه. فجلست على صدور قدمي. قال: فضرب صدري بيده) [حديث صحيح – صحيح ابن ماجة: 2858] ، وحتى لو لم يثبت ذلك في الكتاب أو السنة فإنه لابد أن نفرق بين الأسباب الشرعية والأسباب الحسية، فالتعاطي مع الحالة المرضية سواء طبياً أو نفسياً يعتبر من الأسباب الحسية المباحة والتي يتحقق من وراء استخدامها مصلحة شرعية بإذن الله تعالى، وهكذا التعاطي مع الحالة المرضية المصابة بالأمراض الروحية واستخدام الوسائل الحسية المتاحة يعتبر من هذا القبيل، ولا حاجة لأن يرد نص في الكتاب والسنة يؤكد مثل هذا الاستخدام، ولكن لابد من موافقة العلماء الأجلاء واعتماد هذه الاستخدامات في العلاج والاستشفاء، خاصة إن أقر جمع من العلماء هذا الفعل، وهذا ما حصل بالنسبة لاستخدام أسلوب الضرب حيث فعله شيخ الاسلام ابن تيمية وكذلك تلميذه ابن القيم وذكره الشبلي وابن مفلح والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، وفضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري وغيرهم.

2)- أما قول المؤلف بعدم فائدة الضرب إن لم تنفع الرقية الشرعية وهذا من باب أولى، فالكلام فيه نظر حيث أن الجمع في الاستشفاء والعلاج بين الاستخدامات الشرعية والحسية أمر مطلوب وكل له تأثير ومفعول بإذن الله تعالى، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث أم أبان بنت الوازع ، وحديث عثمان بن العاص الآنفي الذكر، مع أنه أصلاً لم يَرقي عليه الصلاة والسلام في كلي الحادثتين ومع ذلك استخدم هذا الأسلوب بضوابط وأصول لا تؤدي بأي حال من الأحوال إلى إيذاء المريض جسدياً أو نفسياً.
3)- وأما قول المؤلف بأنه لا يستطيع المعالِج الجزم القاطع بأن الضرب لا يقع على جسد المريض وإنما يقع على الجان، فقد أوضحت في ثنايا هذا البحث بأن الحديث خاص بالمعالجين الحاذقين المتمرسين، ولا نعني الجهلة منهم مطلقاً، هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أكدت أن استخدام هذا الأسلوب – أعني الضرب – لا بد أن يكون وفق قاعدة تحمل المسؤولية الطبية من قبل المعالِج بحيث لا يؤدي بأي حال من الأحوال لإيذاء المرضى والمصابين بصرع الأرواح الخبيثة.

4)- وقول المؤلف بأن حادثة واحدة وقعت لشيخ الإسلام – رحمه الله – لا ينبغي أن تجعل شرعاً وسنة يؤذى على ضوئها عدد غفير من المرضى المساكين ، هذا الكلام فيه نظر وهو مجانب للصواب حيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ذلك من قبل في حادثتين ذكرتا سابقاً ، وفي إحدى الروايتين ورد ما نصه فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ، والحادثة تدل أن الضرب كان قوياً نوعاً ما بدليل رؤية بياض إبط رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو لم يثبت هذا الفعل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فشيخ الإسلام عَلمٌ من أعلام الأمة ولن نكون حريصين بأي حال من الأحوال على هذا الدين وهذه العقيدة كما هو الحال معه – رحمه الله – وهو من أهل الاجتهاد والاستنباط والقياس والاستقراء، لا سيما أننا نتحدث في أمور حسية ليست لها علاقة بالأسباب الشرعية كما بينت في نقطة سابقة.

5)- وقول المؤلف أنه إذا لم يُجدِ مع المريض الرقية الشرعية وحدها واحتاج الراقي أن يضم إليها شيئاًَ من أنواع العلاجات فالأولى والأحكم أن يطلب أن يضم إليها شيئاً من العلاجات الطبية الحديثة ، هذا الكلام لا يقدح في أن يضم المعالِج المتمرس الحاذق صاحب الصنعة والحرفة هذا الأسلوب – أعني الضرب – في العلاج والاستشفاء مع الأخذ بعين الاعتبار تحقيق المسؤولية
الطبية وعدم إيذاء المريض بدنياً أو نفسياً.

6)- وأما قول المؤلف بأنه ثبت بالتجربة والمشاهدة أن كثيراً من المرضى الذين ليس فيهم جن إذا ضربوا ضرباً مبرحاً سرعان ما يقول المريض بلسان نفسه إنه جني ويعاهد على الخروج، فالتجربة والمشاهدة التي يقصدها الدكتور الفاضل هي لحفنة من جهلة المعالجين الذين ليس لهم كبير جولة، ولا قوي صولة، بل لا يفرقون بين الأمراض العضوية والنفسية والأمراض الروحية، وهؤلاء لا أعنيهم مطلقاً ، فالواجب أن يؤخذ هذا العلم بأساليبه وممارساته المنضبطة بالشرع والمحافِظَةُ على سلامة المرضى النفسية والبدنية من أصحاب هذه الصنعة الحاذقين المتمرسين فيها.

7)- وقول المؤلف بأن هناك أمراض نفسية عصبية يحصل فيها فقد تام أو شبه تام للإحساس بالألم والحرارة وسائر أنواع الإحساس، بحيث قد لا يحس المريض حتى بأشد أنواع الضرب، ويضن المعالج أن المريض فيه مس من الجن ، ولا زلنا في الحديث عن أناس أبعد ما يكونوا عن الرقية الشرعية ودروبها ومسالكها، فالجهل بالعلم لا يلغي العلم نفسه.

قلت: كل ما ذكرته آنفاً لا يعني التقليل من شأن الدكتور الفاضل محمد بن عبدالله الصغير، فقد عرفته من خلال كتاباته وسماع بعض الأشرطة النافعة والمفيدة جداً دون رؤيته أو الاجتماع به، ووجدت فيه الطبيب النفسي المسلم المؤمن بكافة الأمراض الروحية على اختلاف أنواعها ومراتبها الساعى دوماً للمحافظة على سلامة المرضى العضوية والنفسية، وإن كنت أشد على يده ونقف جميعاً في وجه كافة الممارسات المنحرفة والخاطئة والتي هي بعيدة كل البعد عن الرقية الشرعية وأهدافها النبيلة السامية ونحذر كافة المنتسبين إلى فئة المعالجين من اتباع الطرق غير الشرعية في الاستشفاء والعلاج، ونوصيهم بتقوى الله سبحانه وتعالى في أنفسهم أولاً ثم في المرضى ممن يطرقون أبوابهم ثانياً، ونتوجه بنصيحة مفادها الحرص على سلامة المرضى طبياً ونفسياً وهذه أمانة في عنق كل من يمارس الرقية الشرعية، ونتوجه جميعاً لولاة الأمر- وفقهم الله للخير – في هذا البلد الطيب لتقنين موضوع المعالجين بالرقية ومتابعة هذا الأمر على كافة الأصعدة الشرعية والطبية والأمنية، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظنا جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يوفق الدكتور الفاضل للعمل بكتابه وسنة نبيه إنه سميع مجيب الدعاء.

يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين: [لا يخفى على أحد أن النفس من الضروريات التي جاءت الشريعة بحفظها، وما كتب الجنايات والديات والحدود وما فيها من أبواب القصاص والجراح والشجاج والكسور والتعازير وغيره، إلا دليل على حرمة هذا البدن في حياته وبعد مماته.
فلا يجوز التعدي على هذا البدن مطلقاً إلا بما أتت به الشريعة وأمرت كما في الحدود والجزاءات والقصاص، كالقود وحد السرقة وحد الحرابة والرجم وغير ذلك، مما استثنته الشريعة، وأما خلاف ذلك فيبقى هذا البدن على حرمته وحظره.
وعلى ضوء هذا الأصل الذي تقدم أتطرق إلى تلك الطرق التي يستخدمها بعض المعالجين لإجبار الجن على الخروج من جسد المريض وهي : الضرب واستخدام الكهرباء والخنق، ولا يخفى على المطالع ما في تلك الطرق من الأذى والضرر والخطورة التي تلحق بالمريض من جراء تلك الأساليب مما قد يودي بحياته في كثير من الأحيان ، وسوف يتبين أن هؤلاء المعالجين تبنوا ذلك من فهم خاص فهموه من أدلة واستشهادات سوف تمر معنا أو اجتهادات يعتمدون عليها في تلك الطرق والأساليب…] [مهلاً أيها الرقاة – ص 74].
ورد في صحيفة اليوم، الجمعة 14 ذو الحجة 1413هـ العدد (7294) ما نصه: [يئست أسرة مصرية من شفاء عائلها الذي كان يعاني من اكتئاب نفسي، وبعد رحلة طويلة مع الأطباء ذهب الابن الأكبر بأبيه لخمسة من المشعوذين يزعمون أن لديهم القدرة على علاج الأمراض المستعصية. وقرر المشعوذون أن سبب مرض الرجل روح شريرة سكنت جسده وترفض الخروج بالرفق لذلك لا بد أن يتم العلاج بالضرب، وفعلا انهال الخمسة عليه بالضرب بالعصي واللكمات حتى لفظ أنفاسه ومات].
وقد ورد في صحيفة الحياة، الجمعة 10 صفر 1419هـ العدد ( 12876 ) ص 3 – تحت عنوان (وفاة امرأة ضربها “شيخ” لإخراج قرينها من الجن من جسدها) ما نصه: [ذكر أن شابة تبلغ السابعة والثلاثين من عمرها توفيت في وقت متقدم من ليل الأربعاء – الخميس بعد تعرضها للضرب المبرح على يد أحد مشايخ “العيادات القرآنية”، ونقلت الشابة إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الشفاء بعد أن حاول الشيخ الذي يدير عيادة للتداوي بالقرآن ضربها “لإخراج قرينها من الجن من جسدها”).

وكافة النقولات آنفة الذكر تحتم أن يكون المعالِج على دراية كافية في استخدام أسلوب الضرب ونحوه، وعليه أن يهتم في هذا الجانب بالأمور التالية:

أ- الوقت:

لا بد للمعالِج من توخي الحرص الشديد في المحافظة على سلامة المريض ، والتأكد التام عند استخدام هذا الأسلوب من وقوع الضرب على بدن الجني الصارع دون وقوعه على جسد الإنسي ، وهذا يحتاج إلى المعالِج المتمرس الذي يمتلك الخبرة والدراية التي تؤهله لمعرفة الوقت والفرصة المواتية لذلك.

ب- الكيفية:

إن من المهام الأساسية التي لا بد أن يتبعها المعالِج في استخدام هذا الأسلوب تحديد المناطق التي يستطيع من خلالها التأثير على جسد الجني الصارع، دون أن يترك أدنى أثر أو خطر أو أن يتسبب في أي إيذاء جسدي أو نفسي للحالة المرضية، وتعتبر الأكتاف والأرداف والأطراف، مناطق آمنة لاستخدام أسلوب الضرب إن أحسن المعالِج استغلالها على الوجه المطلوب.
ومن خلال كافة النقولات آنفة الذكر يتضح جلياً جواز استخدام الضرب المنضبط الذي يحافظ على سلامة الناحية العضوية للمرضى، ويرفع الظلم عنهم، ويعودوا إلى سابق عهدهم، ينعمون بالصحة والعافية بإذن الله الواحد الأحد الشافي المعافي، والله تعالى أعلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.