لحظات الانتظار املأها بالاستغفار

قوائم الموقع

كرامات الأشقياء

20 مارس، 2016 2181 عدد الزوار

الخطبة الأولى
إن الحمدلله …. أما بعد أيها المؤمنون فقد بينا في الخطبة السابقة حال أولياء الله المتقين وما أجرى الله عزوجل على أيديهم من الكرامات وخوارق العادات وبق لنا أن نبين حال أولياء الشيطان الذين خدعوا الكثير من الناس وانخدعوا بأنفسهم فظنوا بأن الله يمدهم وماذاك إلا الشيطان سول لهم وأملى لهم فقد ظهر عبد الله بن صياد زمن النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد ظن بعض الصحابة أنه الدجال وتوقف النبى فى أمره حتى تبين له فيما بعد انه ليس هو الدجال لكنه كان من جنس الكهان قال له النبى قد خبأت لك خبأ قال الدخ الدخ وقد كان خبأ له سورة الدخان فقال له النبى اخسأ فلن تعدو قدرك يعنى إنما أنت من اخوان الكهان والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع وكانوا يخلطون الصدق بالكذب كما فى الحديث الصحيح الذى رواه البخارى وغيره ان النبى قال ان الملائكة تنزل فى العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضى فى السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه الى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند انفسهم وفى الحديث الذى رواه مسلم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بينما النبى فى نفر من الأنصار إذ رمى بنجم فاستنار فقال النبى ما كنتم تقولون لمثل هذا فى الجاهلية إذا رأيتموه قالوا كنا نقول يموت عظيم أو يولد عظيم قال رسول الله فانه لا يرمى بها لموت احد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء ثم يسأل أهل السماء السابعة حملة العرش ماذا قال ربنا فيخبرونهم ثم يستخبر أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا وتخطف الشياطين السمع فيرمون فيقذفونه إلى اوليائهم فما جاؤا به على وجهه فهو حق ولكنهم يزيدون وفى رواية قال معمر قلت للزهرى أكان يرمى بها فى الجاهلية قال نعم ولكنها غلظت حين بعث النبى و الاسود العنسى الذى ادعى النبوة كان له من الشياطين من يخبره ببعض الأمور المغيبة فلما قاتله المسلمون كانوا يخافون من الشياطين ان يخبروه بما يقولون فيه حتى اعانتهم عليه امرأته لما نتبين لها كفره فقتلوه وكذلك مسيلمة الكذاب وكان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات ويعينه على بعض الأمور وأمثال هؤلاء كثيرون مثل الحارث الدمشقى الذى خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان وادعى النبوة وكانت الشياطين يخرجون رجليه من القيد وتمنع السلاح ان ينفذ فيه وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده وكان يرى الناس رجالا وركبانا على خيل فى الهواء ويقول هى الملائكة وإنما كانوا جنا ولما أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه فقال له عبد الملك انك لم تسم الله فسمى الله فطعنه فقتله وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم اذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسى ولهذا إذا قرأها الانسان عند الأحوال الشيطانية بصدق ابطلتها مثل من يدخل النار بحال شيطانى او يحضر سماع المكاء والتصدية فتنزل عليه الشياطين وتتكلم على لسانه كلاما لا يعلم وربما لا يفقه وربما كاشف بعض الحاضرين بما فى قلبه وربما تكلم بألسنة مختلفة كما يتكلم الجنى على لسان المصروع والانسان الذى حصل له الحال لا يدرى بذلك بمنزلة المصروع الذى يتخبطه الشيطان من المس ولبسه وتكلم على لسانه فاذا افاق لم يشعر بشىء مما قال ولهذا قد يضرب المصروع وذلك الضرب لا يؤثر فى الانسى ويخبر اذا افاق انه لم يشعر بشىء لان الضرب كان على الجنى الذى لبسه ومن هؤلاء من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما لا يكون فى ذلك الموضع ومنهم من يطير بهم الجنى إلى مكة او بيت المقدس او غيرهما ومنهم من يحمله عشية عرفة ثم يعيده من ليلته فلا يحج حجا شرعيا بل يذهب بثيابه ولا يحرم إذا حاذى الميقات ولا يلبى ولا يقف بمزدلفة ولا يطوف بالبيت ولا يسعى بين الصفا والمروة ولا يرمى الجمار بل يقف بعرفة بثيابه ثم يرجع من ليلته وهذا ليس بحج ولهذا رأى بعض هؤلاء الملائكة تكتب الحجاج فقال الا تكتبونى فقالوا لست من الحجاج يعنى حجا شرعيا وحتى النصارى يأتيهم الشيطان كذلك مع أن عندهم عبادة وزهد وأخلاق ولكن بلا معرفة ولا بصيرة فهم ضالون وذاك الذي جاء كان شيطانا قال أنا المسيح ولم يكن هو المسيح نفسه ويجوز أن يشتبه مثل هذا على الحواريين كما اشتبه على كثير من شيوخ المسلمين وأصحاب الحلاج لما قتل كان يأتيهم من يقول أنه الحلاج فيرونه في صورته عيانا وكذلك شيخ بمصر يقال له الدسوقي بعد أن مات كان يأتي أصحابه من جهته رسائل وكتب مكتوبة وأراني صادق من أصحابه الكتاب الذي أرسله فرأيته بخط الجن وقد رأيت خط الجن غير مرة وفيه كلام من كلام الجن وذاك المعتقد يعتقد أن الشيخ حي وكان يقول انتقل ثم مات وكذلك شيخ آخر كان بالمشرق وكان له خوارق من الجن وقيل كان بعد هذا يأتي خواص أصحابه في صورته فيعتقدون أنه هو وكذا منتظر الرافضة قد يراه أحدهم أحيانا ويكون المرئي جنيا فهذا باب واسع واقع كثيرا وكلما كان القوم أجهل كان عندهم أكثر أسأل الله عزوجل أن يبصرنا في ديننا وأن يحفظنا من الزلل إنه على كل شئ قدير

كرامات الأشقياء : الخطبة الثانية
الحمدلله فاطر السماوات والأرض بالحق لاإله إلا هو سبحانه إليه المصير الحمدلله الذي أنزل كتابه المبين وأرسل رسوله الأمين هاديا وومبشراً ونذيراً أحمده وأشكره وأشهد أن لآإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد أيها المؤمنون أوصيكم بتقوى الله وعبادته كما أمر والإكتفاء بما أنزل وأرسل فإن الفتن تعرض على المسلم بصورة جميلة مقنعة ولاينجو إلا من تمسك بما جاء به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عباد الله سمعتم شيئاً من كرامات أولياء الله وشيئاً من كرامات أولياء وأزيد في التوضيح بأن الحال الإيماني إنما هو ثمرة المتابعة للرسول والإخلاص في العمل وتجريد التوحيد ونتيجته منفعة المسلمين في دينهم ودنياهم وهو إنما يصح بالاستقامة على السنة والوقوف مع الأمر والنهي والحال الشيطاني نسبته أما شرك أو فجور وهو ينشأ من قرب الشياطين والاتصال بهم ومشابهتهم قال ابن القيم رحمه الله وهذا الحال يكون لعباد الأصنام والصلبان والنيران والشيطان فإن صاحبه لما عبد الشيطان خلع عليه حالا يصطاد به ضعفاء العقول والإيمان ولا إله إلا الله كم هلك بهؤلاء من الخلق ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فكل حال خرج صاحبه عن حكم الكتاب وما جاء به الرسول فهو شيطاني كائنا ما كان وقد سمعت بأحوال السحرة وعباد النار وعباد الصليب وكثير ممن ينتسب إلى الإسلام ظاهرا وهو بريء منه في الباطن له نصيب من هذا الحال بحسب موالاته للشيطان ومعاداته للرحمن وقد يكون الرجل صادقا ولكن يكون ملبوسا عليه بجهله فيكون حاله شيطانيا مع زهد وعبادة وإخلاص لكن لبس عليه الأمر لقلة علمه بأمور الشياطين والملائكة وجهله بحقائق الإيمان وقد حكى هؤلاء وهؤلاء من ليس منهم بل هو متشبه صاحب مخاييل ومخاريق ووقع الناس في البلاء بسبب عدم التمييز بين هؤلاء وهؤلاء فحسبوا كل سوداء تمرة وكل بيضاء شحمة والفرقان اعز ما في هذا العالم وهو نور يقذفه الله في القلب يفرق به بين الحق والباطل ويزن به حقائق الأمور خيرها وشرها وصالحها وفاسدها فمن عدم الفرقان وقع ولا بد في إشراك الشيطان فالله المستعان وعليه التكلان عباد الله هناك صنف من الناس يحترمهم الناس ويقدرون لهم قدرهم ويخافونهم ويظنون أنهم أولياء لله وهم أولياء للشيطان مع أنهم يصلون ويصومون ويحجون ويقولون لاإله إلا الله لماذا لأنهم أحلوا بعض ماحرم الله كالإستغاثة بالأموات الصالحين بأن يقال مدد ياجيلاني أو مدد يابدوي أو ياود حسونه أو ياابن علوان ولا يقولون ياالله أو يشركوا دعاء الله مع دعائهم غير الله بل وينذرون النذور عند قبورهم استرضاءً وتقرباً إلى الأموات بل واتقادهم أنهم أحياء وأنهم يخاطبونهم وإنما تخاطبهم الشياطين بل ويطلبون طلباتهم منهم ويسألونهم قضاء حاجاتهم بل ويطلبون الشفاء منهم حال المرض تجد أحدهم يحلف بالله كاذباً عشرات المرات بل مئات المرات ولكنه لايستطيع أن يكذب إذا حلفوه بشيخه أو قالوا له بمعزة الشيخ أو قل تحل علي لعنة الشيخ إن كنت كاذباً فلا يقولها ولايستطيع الكذب خوفاً من مخلوق جعل لنفسه مكانة الخالق والعياذ بالله وأمثال هؤلآء موجودون في بلادنا الإسلامية ولهم محبينهم يتلقون منهم عبادات لم تشرع وشركاً جاء لإبطاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك إلا لجهل عوام المسلمين بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو علموا ماجاء به الأنبياء لأتضحت حقيقة أمثال هؤلآء فلا تغتروا بأي إنسان أوشيخ كما يقال لاتغتروا بكلامه ولا أفعاله وإن أظهر الأمور العجيبة وإن فعل مافعل حتى تظهر أنوار التوحيد ونبذ الشرك على قلبه وقالبه وحركاته وسكناته وأمره بالمعروف ومحاربته للشرك والمنكر واسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون أسأل الله العظيم أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه أحبتي في الله تمر علينا أيام امتحانات الطلاب النهائية فياأيها الآباء والأمهات رفقاً أبنائكم كونوا عونا لهم بالدعاء لهم بالتوفيق والنجاح وأنتم أيها الأبناء والبنات إجتهدوا أولاً في إخلاص النية لتؤجروا وادعوا الله بعد أن تبذلوا أسباب النجاح وتفكروا وتذكروا وقوفكم غدا ً بين يدي الله لتروا نتائجكم نتائج إمتحانات الدنيا كم علاماتك في صلاة الفريضة وصلاة الجمعة والنوافل كم علاماتك في الصيام والزكاة والحج وأعمال البر وهل مجموعك سيؤهلك لتكون من المقبولين في جنات النعيم واعلموا أن الآخرة خير وأبقى من الدنيا الفانية ولا يعني أن الأمر مختص بالطلاب لاوالله بل هو تذكير لنا نحن بأن نجتهد في طاعة الله كما يجتهد أبناؤنا وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ألا وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفرة والملحدين وأنصر عبادك الموحدين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتك فيمن اتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات اللهم بصرنا بسبل الهدى وطرق الرشاد وارحم وقوفنا بين يديك يوم العرض والحساب وثقل موازيننا بالحسنات وامح بها السيئات عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون.