لحظات الانتظار املأها بالاستغفار

قوائم الموقع

صلاحيات الراقي

11 يوليو، 2016 2204 عدد الزوار

إنّ صلاحيات الراقي مثل صلاحيات الطبيب تقريبًا بل في بعض الجوانب أكبر. لأنّ الراقي هو طبيب روحي ونفسي وبشري إلا أنَّه يختلف مع الطبيب في مسألة كشف عورة المرأة. فقد يحتاج الطبيب ذلك عند إجراء عملية أو تشخيص مرض بخلاف الراقي فقد يحتاج إلى أن يرى بعض العلامات؛ ولكنه يستعيض عن ذلك إما بسؤال المريضة أو بمساعدة امرأة تنظر وتكشف الموضع الذي يريده ثم تنقل له ما رأت ولاحظت وكذلك مسألة لمس المرأة بغير حائل وكذلك لمس أي مكان في الجسد ولو بحائل إلا إن كان على الرأس مثلاً لا على الصدر أو العورات أو الأفخاذ ونحوها وقد وجد من وقع في مثل هذا فمنهم من فعل هذا بعد استفتاء أهل العلم ومنهم من استفتى هوى نفسه. فالأول: قد يُعذَر؛ لأنه استند لفتوى إلا أنه ينبغي مناصحته ومناقشته ووضع ضوابط وحدود لما يقوم به. وأما الثاني: فيناصح أو يؤخذ على يده ويمنع من الرقية.

أيضًا من صلاحيات الراقي: أن يستخدم الضرب إذا احتاج إلى ذلك ولا يفهم من الضرب الضرب القاتل ولا في كل حالة ولكن بعض الحالات تحتاج لذلك ولا عجب فمثل هذه الحالات بل كثيرًا من هذه الحالات قد طرقوا المصحات النفسية ونالوا من الضرب الشديد بل من الصعق الكهربائي مرات ومرات وبدون جدوى ولا فائدة وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب شيخ الإسلام ابن تيمية وجاءت الفتاوى بجواز ذلك للضرورة وبدون مبالغة.

هذه أحد الفتاوى في هذه المسألة:

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عن حقيقة صرع الجن للإنس، وضرب الجني الصارع؟

وكان مفاد الجواب:

فإنه يصرع الرجل؛ فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربًا عظيمًا لو ضرب به جمل لأثَّر به أثرًا عظيمًا، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب، ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع وغير المصروع، ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول آلات، وينقل من مكان إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها، أفادته علمًا ضروريًا بأن الناطق على لسان الإنسي، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان. [مجموع الفتاوى]

وقال – رحمه الله – : [ولهذا قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب فيضرب ضربًا كثيرًا جدًا، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك، ولا يؤثر في بدنه ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل، بحيث لو كان على الإنسي لقتله، وإنما هو على الجني والجني يصيح ويصرخ، ويحدِّث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا وجربنا مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين] وقال في موضع آخر: [وإذا ضرب بدن الإنسي فإن الجني يتألم بالضرب ويصيح ويصرخ ويخرج منه ألم الضرب كما قد جرب الناس من ذلك ما لا يحصى ونحن قد فعلنا من ذلك ما يطول وصفه الجواب الصحيح] [ج 4 : ص 363]